قال أحد رؤساء المخابرات الإسرائيلية(إن حكم القذافي يعتبر رصيدا لإسرائيل، فهو عامل إنقسام في العالم العربي)،وقال القذافي(أنا لا أتكلم كليبي... طز في ليبيا وفي كل البلدان العربية،تمنيت لو لم أكن عربيا،كردي أو إسباني).
ذلك هو معمر القذافي بلسانه، ولسان من يقال أنهم أخواله اليهود، بناء للإعلام الإسرائيلي لجهة أصوله اليهودية من أمه،لكن الأهم أن شخصية القذافي الغريبة الأطوار،والدور،والأهداف،كانت تخبئها الأموال المدفوعة للأحزاب والصحف والرؤساء والدول بواسطة الصفقات المالية والعقود النفطية، ونحن في لبنان دفعنا غاليا ثمن الدور المشبوه للقذافي منذ اختطاف الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بالإضافة إلى تدخله في الحرب الأهلية في لبنان ودعوته إلى(أسلمة)المسيحيين، وحتى لا يفهم نقدنا للقذافي بناء لإستنكارنا لجريمته باختطاف الإمام الصدر ورفيقيه،فإننا نذكر بعض شعوذات القذافي في كتابه الأخضر و بعض خطبه السياسية أو العامة،ونترك للقارئ تصنيف هذا الشخص وتقييمه.
ورد في الكتاب الأخضر :
- المرأة أنثى والرجل ذكر،والمرأة تحيض والرجل لا يحيض،المرأة تحمل والرجل لا يحمل، وشكل المرأة غير الرجل لأنها أنثى....ويقول في خطاب آخر أن سبب الطلاق هو الزواج، وللمرأة الحق بالترشح سواء كانت ذكرا أو أنثى.؟!
- أما بالنسبة للإسلام ،فيعتبر أن الحج عبادة ساذجة،وأن السعوديين لا يقبلون أن يكون الحج يوم الجمعة بسبب الزحمة الكبيرة وخوفا من أن يموت أحد الأمراء فيتشائمون من ذلك ،وان المعراج غير موجود،والحجاب من عمل الشيطان حيث(أن حواء ما كانتش عندها ملابس بالمرة) فالحجاب معنوي لا مادي.
- ومن أقوال القذافي المخبولة(تظاهروا كما تشاؤون ولكن لا تخرجوا إلى الشوارع والميادين....وأنا لست ديكتاتورا لأغلق الفيس بوك... لكني سأعتقل من يدخل إليه).
ومن تنبؤاته بأن( السود سيسودون في العالم) : و هذا ما تحتمه الدورات التاريخية الاجتماعية .. ومنها أن الجنس الأصفر قد ساد العالم عندما زحف من آسيا على بقية القارات … ثم جاء دور الجنس الأبيض عندما قام بحركة استعمار واسعة شملت كل قارات العالم .. والآن جاء دور الجنس الأسود ليسود كذلك .
اما تفسيره للإستفتاء والديمقراطية ،فالإستفتاء تدجيل على الديمقراطية "إن الذين يقولون (نعم) والذين يقولون(لا) لم يعبروا في الحقيقة عن إرادتهم ، بل ألجموا بحكم مفهوم الديمقراطية الحديثة ، ولم يسمح لهم بالتفوّه إلا بكلمة(نعم ) او(لا) ،أما شرحه للديمقراطية فيؤكد ان لفظها الأجنبي ( (democracia من جذور عربية) ديموكراسي ) اي ان الدهماء على الكراسي ...!ومن ابداعات القذافي الفكرية قوله "ايها الشعب .. لولا الكهرباء لجلسنا نشاهد التلفازفي الظلام !!و"ساظل فى ليبيا الى ان اموت او ...يوافينى الاجل !! وتأكيده بأن "بر الوالدين اهم من طاعة امك و ابوك .
إن هذه الأقوال تعبر عن شخصية القذافي التي تحاول أن تخبئ إجرامها بمصادرة حق الشعوب بالحرية من خلال رأيه بالصحافة حيث يقول "أن الشخص الطبيعي حر في التعبير عن نفسه حتى ولو تصرف بجنون... ليعبر عن أنه مجنون"،وهو مجنون حقيقي بداء العظمة ، يحاول بتصرفاته واقواله الغريبة وأزياءه العجائبية وحراسته النسائية وخيمته البدوية الخالية من قيم البداوة من شهامة و وفاء أو أمان، وإنما جزء من الحالة الإستعراضية التي يقوم بها للتمويه عن دوره في تسخيف الوحدة العربية وكذلك الإفريقية و دوره المشبوه لخدمة المشروع الأميركي-الإسرائيلي، لكن من باب ثوري مضلل، وبشعارات ثورية مضللة وهذا ما أظهره الموقف الأميركي والأوروبي من القذافي في قمعه لشعبه، واستعمال الطائرات خلافا لما لحلفاء أميركا من حسني مبارك و زين العابدين بن علي، ومع ذلك فإن الموقف الأميركي كان أكثر ليونة مع القذافي من أمثاله الرؤساء المخلوعين.